سُئلَ ابنُ المُبَاركِ: أيُّ الأعمالِ أفضل؟ قال: " النصح لله "
جامع العلوم والحكم.
حبيبتى فى الله
ألكِ أُخْتٌ أوْ صَدِيقَةٌ تُحبِيهَا فى اللهِ !
هلْ تعْلَمِينَ واجِبُكِ نَحْوهَا !
هلْ تَعْلَمِينَ أنَّكِ مِرْآتُهَا التى تَرَى فِيهَا نَفْسَهَا!
هلْ تَعْلَمِينَ أنَّها تُريدُ مِنْكِ تَوجِيهَهَا وتَنبِيهَا فِى أُمُورِ الحَيَاةِ دُونَ أنْ تَطْلُبُ مِنكِ ذَلِك !
نَعَمْ غَالِيتِى ...
أنتِ الوحِيدَةَ التى تُحِبيهَا - فقط - لله,
ولا تَبْغِى من صَدَاقتِهَا غَيرَ مَرْضَاةِ اللهِ ..
فهِى تَصْدُقُكِ القَولُ وتَطْمَئِنُ لِكَلامِكِ.
فهَلا مِنْ وَاجِبُكِ نَحْوَهَا
أنْ لا تَبْخَلِى عليها بكلمةِ صِدْقٍ ومَحَبَةٍ
تَنصَحِيهَا بِهَا فى وقتٍ وَجَبَ فِيهِ النُّصْحُ .,
فى وقتٍ هِى فى أشدِّ الحَاجَة لنَصِيحَتُكِ ..
حبيبتى ....
اجْعَلِى كَلامَكِ مَعهَا لَيّنٌ سَهْلٌ لَطيفٌ...
فإنَّ الكلمةَ اللطيفةَ تفتحُ الأبوابَ المُغْلَقةَ...
وتنزلُ على قلبِهَا كالبلسمِ الشَافِى .
الكلامُ اللينُ يغْلُبُ الحَقُّ البيّنُ
حبيبتى .....
اجْعَلِى كَلِمَاتُكِ بينكِ وبينهَا ...
ليس أمامُ أصْحَابَكُمَا أو وَسَطُ أهْلَهَا ولكن اجْعَلِيهَا سِرًّا فِى أُذُنِهَا .
من وعظ أخاه سرًا فقد نصحه , ومن وعظه علانية فقد فضحه
حبيبتى ....
كُونِى عَلَى ثِقةٍ ...
ما دَامَ كلِمَاتُكِ خَرجَت مِن قَلْبِكِ الصَادِقِ النَقِىّ
فإنَّها سَوفَ تصلُ إلى قَلْبِ صديقتكِ وتنتفعُ بِها بإذن اللهِ جلّ وعَلا
إذا خرجت الكلمة من القلب دخلت في القلب،
وإذا خرجت من اللسان لن تتجاوز الآذان "
واعلمى حبيبتى ....
صِدْقُ كَلامَكِ إنَّما ينبعُ من صِدْقُ أفْعَالكِ
فإذا رَأتْ منكِ ما يُخالفُ قَولكِ فلنْ تستجيب لِنُصحكِ...
بلْ مِنَ الممكنِ أن تُحْرِجُكِ بكلماتٍ أنتى فى غِنَى عنهَا.
فيجبُ أن تكونَ نصِيحَتُكِ مُوافِقةُ لأفْعَالك
حتى تثمرُ النصيحةُ بما تَرْجِينَ وتأمَلينَ
من كان كلامه لا يوافق فعله فإنما يوبخ نفسه
لا تنه عن خلق و تأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
حبيبتى ...
أعْلَمِى - وفقكِ الله - أنَّ الحبَّ فى اللهِ سبيلُ نجاةٍ يومَ القيّامةِ....
سحابةُ ظلٍّ فى يومِ لا ظلَّ إلا ظِلِّهِ .
وقال ابن عثيمين شرح رياض الصالحين :
فى حديثِ أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ...
ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه ، وتفرقا عليه )) متفق عليه .
((وفي هذا إشارة إلى أن المتحابين في الله لا يقطع محبتهم في الله شيء من أمور الدنيا ،
وإنما هم متحابون في الله لا يفرقهم إلا الموت ،
حتى لو أن بعضهم أخطأ على بعض ،
أو قصر في حق بعض ، فإن هذا لا يهمهم ؛
لأنه إنما أحبه لله عز وجل ، ولكنه يصحح خطأه ويبين تقصيره ؛ لأنه هذا من تمام النصيحة)) أهـ.